قبل كل شيء، و قبل ان يتهمني من يقرأ عنوان
المقال بكل الالفاض و الاتهامات الطائفية التي تكون دائمة جاهزة لمواجهة كل من
يقول الحقيقة و يمقت الطائفية ـ اقول لكم بأني نصف سني و نصف شيعي، او كما اجيب مازحاً بأنني (سوشي) عند سؤالي عن
طائفتي. حالي حال العديد من ابناء العراق، بل عشائر العراق التي لم تعترف بالفرقة و
التمزيق الطائفي الا حين جائنا اؤلائك الذين يسمون الشيعة بـ ( الاخوة الشيعة ) و
السنة بـ (الاخوة السنة) لنراها في
الحقيقة كأخوة قابيل و هابيل. لكن ما اثار الاهتمام مؤخراً و جعلني اخرج عن صمتي
هو ما يحصل من نفاق و ازدواج في الشخصية و المعايير الاخلاقية الصارخ الذي يجيري
اليوم على الساحة السياسية و الشعبية في العراق و الذي يكاد يعصف بالعراق ليدخله
في مرحلة جديدة من الصراع الطائفي المقيت والذي لا تحمد عقباه. اقصد بذلك ما يحصل
اليوم في سوريا و الذي بدء ينعكس بشكل كبير على الوضع في العراق.
دعوناً نراجع ما يحصل اليوم في سوريا و موقف
احزاب الشيعية الحاكمة و موقف الجماهير الشيعية التي تنساق وراء دعاية و سياسة تلك
الاحزاب. تلك الاحزاب الشيعية ناضلت و قاتلت نظام صدام حسين البعثي الذي اعتمد على
طائفة و عشيرة صغيرة ليبسط سيطرته و يقمع الاغلبية الساحقة من ابناء شعبه بمختلف
قومياتهم و مذاهبهم و اعتبر كل من يثور على نظامه بأنهم جماعات مسلحة ارهابية
عميلة لدول اخرى، الان اليس من النفاق ان تقوم نفس تلك الاحزاب و الساسة بدعم نظام
بعثي اخر يمارس نفس ما قام به ذلك النظام البعثي القديم الذي كانوا يحاربونه؟ فقط
لأنه يقمع و يبطش بالطائفة الاخرى و ايضاً
يعتبروهم جماعات ارهابية عميلة لدول اخرى؟!
انتقد بل هاجم المجتمع الشيعي و الساسة الشيعة
الدول العربية و اتهموهم بمساندة صدام حسين و السكوت على جرائمه التي ارتكبها بحق
الشعب ذو الغالبية الشيعية في العراق . و هنا نعيد نفس السؤال، اليس من النفاق ان
يقوم الساسة و القادة في الاحزاب الشيعية تماماً بما انتقدوا به الدول و الحكام
العرب، بل الاكثر من ذلك انهم سهلوا نقل السلاح و المقاتلين الى سوريا ليقوموا
بقمع الشعب السوري؟ لا بل الاحتفاء بشكل علني بالمقاتلين العراقيين الشيعة الذين
يعودون الى العراق بالتوابيت من صراع لا ناقة لهم فيها و لا جمل؟
و هنا نسأل ، اليس هذا النظام البعثي الذي سهل
مرور الارهابيين الى العراق كما اتهمه بذلك الساسة انفسهم الذين يدعمون هذا
النظام؟ اليس هذا النظام من كان يرسل السيارات المفخخة التي كانت تأتي الى العراق
؟ اليس هذا النظام الذي كان يدعم و يمجد الحركات المسلحة و ازلام النظام البعثي
السابق في العراق؟ بماذا نسمي دعم الجكومة العراقية اليوم لهذا النظام الساقط لا
محالة عدى انه نفاق و تكريس للطائفية المقيتة التي تتبناها الحكومة؟ هل من مصلحة
الشعب العراقي استعداء شعب دولة عربية مجاورة فقط خدمة لمصالح طائفية و دولة
اقليمية تنشر الطائفية و الحقد و تزعزع استقرار المنطقة لمصالحها الخاصة . هذه
اسئلة يجب على كل عراقي ، و الشيعة بالتحديد ان يطرحوها على انفسهم اولا و على
ساستهم ثانياً و ليواجهوا انفسهم بها و ليتسموا عن الطائفية المقيتة و يفكروا ما
فيه مصلحة لهم و لمستقبلهم و ما هو الموقف الاخلاقي الذي عليهم اتخاذه اليوم و
ليتذكروا انهم في يوم من الايام عانوا من نفس الظلم و القمع الذي يعيشه الشعب
السوري اليوم. و بعد كل هذا يأتي رئيس الوزراء العراقي و يكتب مقال رأي في صحيفة
الواشنطن بوست بعنوان (لسياسة امريكا
الخارجية شريك في العراق)
http://www.washingtonpost.com/opinions/nouri-al-maliki-the-us-has-a-foreign-policy-partner-in-iraq/2013/04/08/dcb9f8a6-a05e-11e2-82bc-511538ae90a4_story.html?hpid=z8
http://www.washingtonpost.com/opinions/nouri-al-maliki-the-us-has-a-foreign-policy-partner-in-iraq/2013/04/08/dcb9f8a6-a05e-11e2-82bc-511538ae90a4_story.html?hpid=z8
في حين يدافع عن سياسات ايران في المنطقة و
يدافع عن علاقته بأيران و يصف الثوار في سوريا و من يتعاطف معهم في العراق بأنهم
"ارهابيين".
No comments:
Post a Comment